عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على شباب الوجه ، يصبح الحديث منحصرا فقط في طرق العناية بالبشرة. سواء عن طريق مختلف مستحضرات التجميل من كريمات وسيرومات وغيرها ، أو اللجوء لعيادات علاج البشرة أو القيام بحقن ابر الفيلر والبوتكس أو الجراحة.
جميع هذه الوسائل تتعلق فقط بالعناية الخارجية بالبشرة. الأمر الذي يعكس فهما منقوصا للمسببات التي أدت لظهور أعراض الشيخوخة التي تظهر على وجه الانسان.
لكي نفهم الموضوع بشكل أفضل ، دعونا ندقق جيدا في هذه الصور. ثم نسأل أنفسنا هذا السؤال:
ماهي التغييرات التي طرأت على وجوههن بعد التقدم في السن إلى جانب ظهور الخطوط الرفيعة والتجاعيد؟
لو أمعننا النظر في الفروقات، سوف نلاحظ بأن العيون أصبحت غائرة ، وأن الحواجب نزلت للأسفل. وأن الدقن أصبح أقل بروزا عن ذو قبل.
إن آثار الشيخوخة لا تبدأ في البشرة فحسب ، بل تبدأ في جميع الطبقات الداخلية لوجه الانسان.
التكوين الداخلي للوجه:
يتكون النسيج الداخلي للوجه من عدة طبقات وهي العظم، اللفافة (عبارة عن أنسجة تحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية)، الغضاريف، العضلات، الدهون، وأخيرا البشرة.
لا يمكننا العمل بشكل فعال على مكافحة أعراض الشيخوخة بدون أن نعتني بجميع تلك الطبقات الداخلية.
تعد التغييرات التي تطرأ على عظام الوجه هي المسبب الأبرز والأكثر أهمية في ظهور أعراض الشيخوخة بشكل واضح. كون العظام هي الهيكل الأساسي الذي يحدد ملامح الوجه ككل.
بعد سن الخامسة والثلاثين ، يبدأ انتاج خلايا العظام بالتناقص تدريجيا. الأمر الذي يسبب اتساع محجر العين وتراجع الذقن. مما يؤدي لمظهر العيون الغائرة وترهل الجزء الأسفل من الوجه.
يا ترى هل تجدي عمليات الشد والنفخ نفعا في هذه الحالة؟ بالطبع لا!
معظم المشاهير يقومون بعمل زيارات باهظة الثمن لعيادات التجميل وشد البشرة، لكن كل تلك الإجراءات لم تخفف آثار الشيخوخة بل أصبحت واضحة أكثر.
كيفية إزالة التجاعيد بالطريقة الصحيحة:
لنناقش الآن الآلية الصحيحة في تأخير مظاهر الشيخوخة بشكل سليم ومتكامل، وتشمل المحافظة على صحة مختلف طبقات الوجه وبث الحيوية فيها
العظام:
هناك خطوات فعالة في الحفاظ على وتيرة انتاج خلايا العظام لأطول فترة ممكنة. وهي كالتالي:
- تمارين المقاومة، حيث أنها مثبتة علميا في الحد من اضمحلال أنسجة العظام وتعزيز دورتها الإنتاجية1.
عند رفع الأوزان الثقيلة. يقوم الجسم بإرسال إشارات للمخ لتحفيزه على تكثيف انتاج خلايا العظام لكي تصبح أكثر قدرة على تحمل الأثقال.
من المهم ممارسة تمارين المقاومة مرتين أسبوعيا على الأقل. يرجى مراعاة الحذر عند التعامل مع الأثقال لتفادي وقوع أية إصابات.
- القفز – خاصة القفز على الترامبولين – فعال جدا في تجديد خلايا العظام. حيث وثقت وكالة ناسا للفضاء أفضلية الترامبولين على الركض والمشي في تجديد خلايا العظام2. وهو اجراء يعد ضروريا لرواد الفضاء ، لأن تواجدهم في بيئة منعدمة الجاذبية يؤدي لاضمحلال سريع وعنيف لها. الأمر الذي يستدعي إجراءات مكثفة لتدارك الأمر بأفضل ما يمكن.
- تناول البرقوق المجفف، حيث أنه مثبت علميا كفاكهة ذات قدرة استثنائية على إعادة بناء خلايا العظام وتصغير عمرها البيولوجي3
- تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم كالألبان والأجبان الطبيعية واللحوم والبيض
- تناول فيتامين D. معظم الناس حول العالم يعانون من نقص مزمن في هذا الفيتامين. شخصيا أنصح بهذا المنتج حيث أن تركيبه مهيئة خصيصا للامتصاص الفعال واستفادة الجسم منه بأقصى قدر ممكن. وذلك بخلاف معظم المكملات الأخرى
اللفافة والعضلات:
- تمارين المقاومة، مفيدة للجسم ككل بما فيه عضلات الجسم. ما لا يعرفه الكثير هو أن تمارين المقاومة الجسدية تقوي عضلات الوجه كذلك. الأمر الذي يؤدي لمنظر أكثر حيوية وشبابا.
دهون الوجه:
- تناول الدهون الحيوانية الصحية مثل الزبدة والسمنة والشحوم. تعتبر هذه الدهون بمثابة وقود يمد الجسم بالطاقة والعناصر الكافية لتجديد الخلايا والحفاظ على رونق الوجه.
في أيام التسعينات، انتشرت الحميات الخالية تماما من الدهون في الولايات المتحدة ومن ثم العالم، حيث ظن الناس بأن الدهون هي العدو اللدود للصحة والجسم الرشيق والبشرة الخالية من العيوب. وكانت النتيجة عبارة عن وجوه شاحبة ذابلة أو (ناشفة) كما يقولون. كما أنهم بدو أكبر سنا من عمرهم الحقيقي.
تناول الدهون الحيوانية باعتدال يوميا واستخدامه في الطبخ بدلا من الزيوت النباتية المهدرجة تعد خيارا صحيا وذكيا في نفس الوقت.
البشرة:
- شرب ماء الهيدروجين، الماء المعجزة الذي لا يجدد البشرة فحسب بل جميع خلايا الجسم بلا استثناء. آمل منكم الاطلاع على الدراسة العلمية المرفقة هنا لرؤية الصور التي توضح مفعول الهيدروجين في القضاء على التجاعيد خلال أشهر بسيطة من استخدامه
- تناول ملعقة صغيرة من جل الصبار الطبيعي (من النبتة نفسها) حيث أنها مثبتة علميا في مضاعفة انتاج الكولاجين4
- التقليل قدر الإمكان من السكر والدقيق الأبيض
- تناول الأغذية الطبيعية والتقليل من الأغذية المعلبة والمليئة بالإضافات الصناعية.
- الابتعاد عن المقليات والمشروبات الغازية
- الاكتفاء باستخدام غسول الوجه مرة يوميا في المساء بدلا من مرتين وذلك للحفاظ على الترطيب الطبيعي للوجه
- استخدام الديرما رولر حيث أنه يضاعف انتاج الكولاجين بنسبة تصل إلى 80%5. من المهم الحرص على أن تكون جودة الديرمارولر عالية لتفادي أي آثار عكسية.
- شرب القدر الكافي من الماء يوميا والنوم مدة لا تقل عن سبع ساعات كل ليلة.
في النهاية، لا أريد أن يفهم أحدهم بأن الشيخوخة أمر مشين يجب اخفاؤه. بل على العكس تماما، يجب علينا أن نحب أنفسنا في جميع حالاتنا.
ولكن لأنني امرأة، فأنا أعلم جيدا بمدى رغبة بنات جنسي في الحفاظ على جمالهم الذي يرونه كل يوم في المرآة، ولا يريدون لعقارب الزمن أن تعبث برونق الشباب والنضارة التي تنير وجوههم وتسر من يراهم. ولا أن تندثر ملامحهم كاندثار الذكريات حتى يصبح عهدهم بها مجرد ذكرى متوارية كالحلم القديم.
لا مناص من الشيخوخة. ولكن تأخيرها هو أكبر خيرة!
