بكتيريا الأمعاء و السمنة

لابد من أنك قد تساءلت عن سبب معاناة البعض الشديدة في سبيل التنحيف على الرغم من اتباع حمية صارمة. بينما البعض الآخر يتمتع بجسم رشيق حتى مع تناول عدد كبير من السعرات الحرارية. ولماذا يعاني البعض من الرغبة المستمرة في تناول الحلويات والسكريات لدرجة قد يصعب معها الحفاظ على جسم مثالي بعد أن قطعوا شوطا شاقا وطويل في سبيل الحصول عليه، بينما ينعم الآخرون بوزن مستقر وصحي؟

لعل الإجابة الأولى التي تتبادر لذهن الأغلبية هي عامل الوراثة. وهي إجابة صحيحة بلا شك. فهناك عدة عوامل جينية  تلعب دورا كبيرا في الإصابة بالسمنة، إضافة إلى نمط الغذاء. لكن هناك سبب جذري آخر لا يقل أهمية عن العامل الوراثي ، بل قد يعد أهم منه. وهو بكتيريا الأمعاء.

ماهي بكتيريا الأمعاء؟

أو بالأصح ميكروبيوم الأمعاء ، هي مجموعات متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بداخل أمعائنا. منها الفطريات والبكتيريا والميكروبات. إنها متواجدة بأعداد هائلة تفوق عدد خلايا الجسم مجتمعة بعشر مرات. يبلغ متوسط تعداد الميكروبات 100 تريليون. وهي تتغذى على بقايا الغذاء التي لاتتمكن الأمعاء من امتصاصها. إضافة إلى أنها تتغذى أيضا على السائل الهلامي المعوي والخلايا الميتة.

لقد شهدت العشر سنوات الأخيرة اكتشافات كبرى تتعلق بالتركيبة الحيوية للأمعاء ومدى تأثيرها على الجسم. إلى الدرجة التي أصبح يطلق عليها (الدماغ الثاني) فهناك العديد من الدراسات التي لاحظت ارتباطا وثيقا بين اعتلال ميكروبيوم الأمعاء وبين شتى الأمراض مثل الحساسية ، الالتهابات ، السكري ، أمراض القلب ، الأمراض المناعية ، التوحد والأمراض النفسية مثل الوسواس القهري والاكتئاب والقلق. إضافة إلى السمنة.

ماهي وظائف ميكروبيوم الأمعاء؟

إنتاج الفيتامينات الأساسية ومضادات الأكسدة والمركبات الكيميائية الضرورية للجسم.والحفاظ على جهاز المناعة وتوازن معدلات الهرمونات. وتنظيم عمل الجهاز العصبي المركزي. كما أن لها دور في تنظيم الساعة البيولوجية. والتخلص من البكتيريا الضارة الدخيلة على الجسم.

كيف تساهم بكتيريا الأمعاء في زيادة الوزن؟

عند وجود اختلال في توازن ميكروبيوم الأمعاء بحيث تطغى البكتيريا الضارة على البكتيريا النافعة، يصبح الجسم أكثر قابلية لزيادة الوزن بفعل تأثيرات تلك البكتيريا. فهي تقوم بإرسال إشارات للمخ عن طريق الجهاز العصبي المركزي لحث الإنسان على تناول السكريات. لأن البكتيريا الضارة تتغذى بشكل أساسي على السكريات. وتنتعش وتتكاثر كلما زاد معدل تناولها.

البكتيريا الضارة ودورها في زيادة معدل تخزين الدهون:

للبكتيريا الضارة قدرة أكبر على تهيئة تخزين الدهون داخل الجسم بعكس البكتيريا النافعة. وقد تم تحديد أنواع معينة من البكتيريا التي تفعل ذلك.  كما ولوحظ وجودها بشكل كبير داخل أجساد المصابين بالسمنة.

هناك تجربة معروفة قام فيها الباحثون بأخذ عينتين من ميكروبيومات الأمعاء من شقيقتين توأم متطابقتين. إحداهما تعاني من السمنة والأخرى رشيقة. ثم قامو بحقن كل عينة في فأرين تجارب. لاحظ الباحثون بأن الفأر الذي تم حقنه بمكيروبات المرأة السمينة قد ازداد وزنه في غضون فترة وجيزة على الرغم من عدم حدوث تغييرات في غذائه. كما لوحظ لاحقا بأنه أصبح يأكل السكريات أكثر من الفأر الآخر.

كما أن هناك عدد من الدراسات الأخرى التي أدلت بتائج مشابهة 1 2 3 على الرغم من أن هناك الكثير مما لا نعرفه بعد عن ميكربيوم الأمعاء وآلية عمله نظرا لتعقيدها. إلا أن الرابط بينها وبين وزن الإنسان واضح تماما.

كيف يمكن حل المشكلة؟

يتم حل المشكلة من خلال العمل على إعادة هيكلة ميكروبيوم الأمعاء عن طريق الطرق الأربعة الأساسية:

  • الحرص على التنوع الغذائي ، أي تناول العديد من الأصناف النباتية من الخضار والفواكه الطازجة. بالإضافة إلى تناول المكسرات والحبوب الكاملة مثل القمح والشعير والدخن وغيره.

أيضا يجب الحد من تناول الحلويات والسكر الأبيض قدر المستطاع. وتناول قدر يومي من الخمائر الطبيعية مثل الزبادي ، الملفوف المخمر ( الكيمتشي ) كما يجب الحد من الدهون النباتية باستثناء زيت الزيتون وزيت جوز الهند. والاكتفاء بالدهون الحيوانية مثل الزبدة.

  • ممارسة التمارين الرياضية: هناك علاقة متبادلة ما بين الرياضة وصحة ميكربيومات الأمعاء. حيث أن ممارستها تؤثر إيجابيا عليها. أما نمط الحياة الكسول يهيئ الأمعاء لأن يصبح بيئة مثالية لانتشار البكتيريا الضارة.

  • الحرص على أخذ قسط كافي من النوم: لا شك بأن حرمان الجسم من النوم الصحي يؤثر سلبا على وظائف الجسم ككل. ولكنه يؤثر سلبا على ميكربيومات الأمعاء بشكل خاص وذلك بسبب التغييرات الهرمونية والخلوية التي تحدث بفعل السهر. من بينها ارتفاع نسبة الكورتيزول الذي ينتج عنه الإحساس المستمر باشتهاء السكريات والأطعمة المليئة بالكربوهيدرات. ما يؤدي بدوره لارتفاع نسبة البكتيريا الضارة.

  • تقليل التوتر: للحالة النفسية دور لا يستهان به حيث أن مشاعر القلق والحزن المستمرة كفيلة لوحدها بالإضرار بميكربيومات الأمعاء. لذلك من المهم أن يكون للإنسان ملجأ يستعين به على مصاعب الحياة وألا يكبت مشاعره ، بل يعمل على تنفيسها بالطرق الصحيحة الملائمة.

هناك اختلاف جذري في ميروبيومات الأمعاء بين الذين يعانون من السمنة وبين أصحاب الوزن الصحي. حيث أن هناك قصور في تنوع الميكروبيومات عند الأولى. ما يعد دائما دليلا على اختلالها بخلاف الثانية. حيث لوحظ التنوع والتوازن بفضل سيطرة البكتيريا النافعة.

إن أردت الحصول على جسم رشيق فعليك العمل على زيادة معدل البكتيريا النافعة في الأمعاء. إن نجحت في هذا الأمر فسوف يكون انقاص الوزن أمر حتمي

المصادر

مرحبا!

استخدم كود الخصم JTI4731 للحصول على خصومات مميزة عند الشراء من موقع آي هيرب